الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة على شاكلة فرانس فوتبول: كرة ذهبية تونسية..لم لا ؟

نشر في  16 جانفي 2014  (11:52)

لن أتحدث في مقالي هذا عن الحفل الذي اشرأبت نحوه الأعين لمتابعة من سيحرز الكرة الذهبية لعام ٢٠١٣ ولن أتحدث أيضاً عن دموع كريستيانو رونالدو وكأنه ينال لأول مرة لقبا أو تتويجا شخصيا، لن أتحدث عن دموع الملك بيليه وهو في ربيعه الثالث والسبعين ينال تشريفا منع منه سابقا بدعوى أن الكرة الذهبية تسلّم فقط للأوروبيين، لن أتحدث عن "غصة" ريبيري وهو الذي احرز في موسم واحد خمسة ألقاب محلية ودولية لم تكن كافية لتروي ضمأه من كرة حلمت بها فرنسا طويلا منذ ريمون كوبا وميشال بلاتيني وجون بيار بابان وآخيرا زين الدين زيدان. سأتحدث عن هذه الجائزة التي كانت فكرة فرنسية بحتة عبر مجموعة من صحفيي مجلة فرانس فوتبول وهم غابريال هانو وجاك فيرون وجاك غوديه وجاك دوريسويك. الكرة الذهبية أريد لها منذ بعثها أن تكون تتويجا لأفضل لاعب ينشط في الدوريات الأوروبية قبل ان تشمل في ١٩٩٥ اللاعبين غير الأوروبيين الذي ينشطون في القارة العجوز وكان ميستر جورج أول من نال هذا الشرف ثم تم توحيدها مع الاتحاد الدولي لكرة القدم وتصبح التسمية "فيفا الكرة الذهبية" في ٢٠٠٧ وتصبح مطمحا لاي لاعب في العالم مهما اختلف الدوري وتنقل بين أصقاع الدنيا. في العالم العربي حاولت بعض وسائل الإعلام العربية استنباط فكرة الكرة الذهبية أو مهما اختلف المعدن والشكل، طيب وفي تونس لماذا لا تجول الفكرة في مخيلة أي مسؤول في أي صحيفة من صحفنا وتطبخ على نار هادئة وتكون بداية أنموذج جديد لتتويج افضل لاعب كرة في تونس؟ فقط في البدايات الى أن يأتي ما يخالف ذلك. قد تقولون وأين اللاعبين حتى نجود لهم بكرة مذهبة على الأقل وليس ذهبية؟ أقول ان الإعلام وخاصة الصحافة المكتوبة كانت ومنذ أول ركل للكرة في التاريخ الحديث، كانت الرفيق المباشر للكرة والرياضيين، كتاباتهم كانت المحفّز وعناوينهم كان ترفع إلى القمم وترمي إلى اسفل السافلين، حبرهم كان يصنع النجوم والأبطال وكان يدمر أحيانا لاعبين ظلما، هكذا كانت الأيام تتداول بين البشر، لذلك فكل فكرة جديدة في بلادنا هذه الأيام وخاصة ونحن نؤسس من جديد بعد ثورتنا قد تكون بمثابة محرك ودافع لكي نعود من جديد ونجعل لاعبينا يحلمون ونصنع ربيعا آخر لكرتنا بعد أن بدت تفقد تدريجيا كل التحفيزات والحوافز والطموحات والآمال. مهما اختلف المعدن وشكل الكرة فلتكن يا سادة بداية لتطعيم لاعبينا بحلم نجاح فردي عسى أن تصبح بعد سنوات نموذجا في الإعلام العربي قد يضاهي كرة فرانس فوتبول بما أننا تعودنا سابقا ان نسوق أفكارنا وتسمياتها داخل القارة وخارجها ، الكرة الذهبية كما تابعناها يوم الاثنين حلم ودموع مهما كبر الشخص كرويا أو حتى في العمر لان الاعتراف الفردي يعتبر من أسمى وأرقى الاعترافات بالنسبة للمجتهد وعندما يقف الآلاف وحتى الملايين تصفيقا لنجاح بطل فذلك قمة النخوة وعندما يكون الصحفي والإعلامي هو صاحب الفكرة ومنفذها فذلك يكون أيضاً قمة النخوة للصحفيين مجتمعين وليس فرادى كلاعب الكرة في هذه الجائزة . فمن يلتقط الفكرة !!!!

بقلم: نزار الأكحل